الاثنين، 10 مارس 2014

ثورة طيزي




فيما كانت صالوناته واحتفالاته وكرنفالاته الدينية والوطنية والاجتماعية شاهدة على نقاء سريرته واخلاصه في حب طيزي الا ان بعضا من القضبان الاخرى لم تر مثل هذا الرأي . فبدأ الوضع بحصار طيزي والمطالبة بخروج هذا القضيب الخائن ونفيه تماما بلا عودة .

 وفى احدى المؤتمرات الشعبية اخذ القضيب الجديد نفسا عميقا ثم قال بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان طيزي لابد ان تكون اكثر شيوعا , وان يشترك في الدخول اليها كل القضبان الوطنية , قويها وضعيفها , كبيرها وصغيرها , نشيطها وعنينها . وللاسف عند تطبيق هذه المبادئ لم تتسع طيزي الا لأصدقاء هذا القضيب دون غيره من القضبان الوطنية حتى ان الامر زاد بلة حين احتل احد القضبان الغريبة احدى اجزاء طيزي .

 وعقب هزيمة المحتل القضيبي على يد قضيب جديد من اصدقاء القضيب الاول , وفى احدى المؤتمرات الشعبية , قال الاخير بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان طيزي لابد ان تكون اكثر انفتاحا , وان تتسع ليصل مداها ومنالها الى كل قضيب في العالم , وللأسف عند تطبيق هذه المبادئ اتسعت رقعة طيزي حتى بدأت القضبان تخرج وتدخل فيها كما لو انها خلية نحل .

 وفي مراسم اكثر هزلية من المسلسلات العربية واثناء تقليد قضيب جديد مفاتيح طيزي , اذا به قد انتصب واقفا قائلا بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان انفتاح طيزي ليس كافيا بأي حال من الاحوال ولابد ان تسخر جهود جميع القضبان لتوسعة طيزي حتى تشمل المزيد والمزيد من القضبان الاخرى , حتى انه افتتح بنفسه افرع لطيزي في كل الطيزات الاخرى دون تدقيق .

 فلما ان اراد بعض القضبان الشابة النشطة ان تنظف طيزي المسكينة من كل ما حوته طوال هذه الاعوام من قذارة القضبان المتلاحقة والمتداخلة والوافدة من كل اطياز العالم , وقف امامها القضبان العجوزة العاجزة ليثنوها عن هذا الحراك الجديد , فهزموهم شر هزيمة ونكلوا بهم اي تنكيل ثم امروهم ان يتركوا طيزي وشأنها والا سيكون مصيرهم الى زوال .

 وفي انفرادة غريبة وفي دهشة عميقة قام قضيبي من مكمنه اخيرا ليقول بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء انه اولى بطيزي عن غيرها من القضبان , وان لا عيب ابدا في ان يدخل قضيبي داخل طيزي حتى لو رأت القضبان القريبة والغريبة ان الامر اشبه بزنا المحارم , لكن كما قال الشاعر القديم : الاقربون اولى بالمعروف