الأربعاء، 18 مارس 2015

بارادوكس



لم يكن ادائها الجنسي بالمتوقع تماما فديدنها كان الاحتمال الى اقصى حد يمكن ان يسمح به الجسد الانثوي , لاحظت هي ايضا ذلك وتعلمه علم اليقين ولكنها لا تعرف بالضبط ما المشكلة ! استأذنت في النهوض والاختلاء بنفسها بعض الوقت في دورة المياه ثم سمعتها تبكي , ليس بكاءا عاديا كعادة النساء ولكن بكاء كالاطفال . نهضت من فراشي واسرعت اليها واحتضنتها سائلا اياها عن سبب كل هذا البكاء , هل اخطأت في شي ؟ قلت . فنفت ذلك بحركة من رأسها ثم انتزعت نفسها من حضني وقالت : وكأن ذنبا يجثم على صدري لا استطيع منه الخلاص .

كم كان هذا امرا صعبا تخطيه , ولاسيما الاقناع في مثل هذه المسائل المعقدة لا يمكن ان يتم تمريره طالما هو في صلب الدين , هل اصارحها بأني لا اعترف بهذا الهراء الديني ؟ هل اقول لها انني لا اؤمن بما تؤمن به ؟ ولكن هي تعرف ذلك داخلها والا فما هذا الصمت الرهيب من ناحيتها في كل ما يتعلق بالايمان والاعتقاد ؟ انها لا تكاد تنطق بكلمة تحتوي على اي لفظ ديني الا عند القسم والحلفان . لابد انها تشعر بهذا ولا تجرؤ ان تحادثني فيه , وهو شيئ غريب لانه سبق وان عرفت غيرها من المؤمنات وكانت اما تزيد وتعيد في قضية الايمان وفهم الدين من وجهة نظر مختلفة لتبرر لنفسها ولي ما نفعله سويا , او تنهال علي باسئلة من نوع , هل ما نفعله حرام ؟ هل هذا يعتبر زنا ؟ ما وجهة نظرك كرجل في فتاة مثلي ؟ رباه كم اكره هذه الاسئلة السخيفة .

ولكن حبيبتي مختلفة حقا , ان بداخلها صراع وحشي حقيقي بين ما تؤمن به وبين ما تشعر به , انها تعترف لنفسها بأن ما تفعله هو خطأ ديني قاتل يجب ان ترجم عليه وعلى الجانب الآخر هي لا تجد غضاضه فيما تفعله ولا تشعر انه يغير اي شيئ في علاقتها مع الله والدين . كان يمكنني حينها تصديق ان توهانها وتشتتها هذا ربما يعود الى احساسها بالذنب ناحية زوجها المسكين , لكن لا ليس هذا هو السبب ولا يمكن ان يكون , ان دافعها ناحية الجنس ينبع من هذه النقطة تحديدا وليس الامر امر شهوة ولا رغبة ولا محاولة لاثبات اي شيئ لي او لزوجها ومع ذلك هي تشعر تجاهي بمشاعر مختلطة ومتناقضة في نفس الوقت .

 وفي محاولة مني لمساعدتها في فهم هذه الاشكالية طرحت عليها بعض الاسئلة التي قد تبدو غبية : هل يمكنك ان تصارحي زوجك بما يحدث ؟ لم يظهر على وجهها اي نوع من الاستغراب وكأنها تتوقع هذا السؤال بالذات : بالطبع لا انا امرأة لا تحبذ المشاكل . فسألتها :  هل تخافين الفضيحة ؟ فأجابت بالنفي  فسألتها : هل تستطعين الامتناع عن لقائي ونسيان ما حدث بيننا والبقاء مع زوجك للابد ؟ فأجابت بالنفي ايضا . فسألتها : ما رأيك ان تطلبي من زوجك الطلاق ؟ فضحكت وقالت : وهل اتزوجك بعدها ؟ قرأت في ملامحي النفي حتى قبل ان اجيبها , فتقلصت شفيتها وارتعشت , فسارعت اصحح لها ما يدور في عقلها : ليس لاجل هذه الاسباب في عقلك , انا ذئب متوحد لا يمكن ان يعتني بشريك . فقالت بايمان حقيقي : انت مثلما قلت , دعنا من هذه الجدال العقيم , لنخرج من هذا المكان ونشرب زجاجتين من ال id ونتظاهر بالنشوة .