الجمعة، 12 ديسمبر 2014

تفسير القرآن الكريم بالعامية : تفسير سورة مريم

كهيعص (1) اي زربيح حروف وخلاص
 ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) هنكلمك شوية عن عمك زكريا
 إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) لما دعا الكبير في الاستخبوص
 قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) قاله ياكبير العضمتين نشفوا والحنكلولو نام ومعدش بيقف بلبلي والشعر الابيض طلع في شعرتي بس متفهمش من كلامي اني عايز امشي شمال ولا حاجه
 وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا(5) وانا بصراحة خايف على التركة اللي هسيبها ورايا ومراتي مرا عقر مبتخلفش فشوفلي حل بقى يا كبير
 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)واهو ياخد فلوس وفلوس الحلفوني بس ياريت يبقى واد ناشف كده يارب
 يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) ابسط يا ابو الازكار انا هبعتلك واد اسمه يحيى مفيش منه اتنين
 قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قالو ازاي ياكبير يبقى عندي ابن ومراتي مبتخلفش وزي ما قولتلك الحنكلولو معدش بيقف حتى
 قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قالو مش انت اللي طلبت يا عرص مستغرب ليه ؟ مانا اللي جبتك الدنيا دي وانت كنت حته بريزة انضربت في يوم ساقعه
 قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) طيب يارب اديني امارة عشان الناس متاكلش وشي وتقول جبت الواد ده منين يا زيكو , قالو اعمل نفسك عبيط 3 ايام وملكش انت فيه
 فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) قام طالع من الموكنة بتاعتو وقال للناس ده الكبير ده جامد فشخ , ادعولو انتوا كمان يمكن يسمعكم
 يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) اخشع ياض يا يحيى وانشف كده عشان انت اللي هتدور الليلة دي
 وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا(13) وكمان هنعطف عليك وهنظبك وهنخليك واد شبح
 وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) بس خلي بالك من الحيزبون ابوك والحيزبونة امك , فيهم البركة برده
 وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) بيس يا اسطى
 وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16) فاكر البت مريم لما سقعت لاهلها وخدت شقة في الشرقية ؟
 فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) كانت مستخبية في جنب كده فبعتنلها واد موز يظبطها
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قالتلو انت مين يا حته
 قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قالها ما  تيجي نضرب بيسه ونجيب عيىسى ؟ او نخبط اسبوع ونجيب يسوع
 قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قالتلو واقول ايه للناس ده ياعم ده نا لسه فابريكا ومحدش جه عليا
قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا(21) قالها الكبير بيقولك دوسي يا حته وميهمكيش انا في ضهرك , وبعدين ابقي قوليلهم اي حاجه دول عبط اوي وبيصدقوا
 فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فالبت حبلت يا خويا وهجت من البلد خالص
 فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فلما الطلق جالها بقى قعدت تصوت وتقول يا كبير خدني قبل ما اتفضح
 فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) الواد عيسى قالها بطلي محن بقى يا ولية ونزيلني
 وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) وهزي النخلة اللي فوقيكي كده رطبي علينا بشوية فاكهة يخليهوملك
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) كلي واشربي وكبري دماغك ولو حد قرب ناحيتك ابقي اضحكي عليه بكلمتين وقوليلو انك مخاصمة الناس كلها
 فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27) بعد ما اتقفشت في لجنة اضطرت ترجع تاني لاهلها فقالو لها مين ده يا بت يا مريم ؟ يخربيتك انتي جبتيه منين ؟
 يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) ده لو هارون اخوكي عايش كان شقك نصين , ده حتى ابوكي وامك مكنوش مدورينها يعني
 فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قامت الولية مشاوره على ابنها , قال ايه كلموه هو , قالولوها نكلم مين يا وليه يا مخبولة انتي ؟
 قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) الواد نطق وقالهم بس يا نطع منك له المرة دي تخصني ومحدش يجي ناحيتها لعمل معاه الجلاشة
 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31) وبصراحة بقى الكبير راضي عني ومش هيسيب حد يقربلي
 وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وعمري ما هاجي على امي مهما عملت
 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) وكلامي انتهى لغاية كده

الخميس، 11 سبتمبر 2014

يوم مع داعش



فاذ بنا قد وصلنا الى مشارف بغداد , تحفنا ملائكة الرحمة وتظلنا سحائب الرحمن , فرابطنا حول حدودها واتفقنا على ان نفتحها بعد صلاة الفجر . فلما خيمنا واقدنا نارا واعددنا سمرنا استوحشنا خليفة رسول الله ابو بكر البغدادي , فقدمنا اليه على عجل , فأجلسنا بجانبه وتواضع لنا فكنا نضحك ويضحك , ونبكي فيبكي , ونضرط فيضرط , وبينما نحن على هذا الحال من الرضا التام عن النفس , اذ قام رجل حديث عهد بالسنة ويدعى ابا فهر الموسوي فسأل الخليفة : ما هو الحديث القدسي يا خليفة رسول الله ؟ ضحك ابو بكر حتى بان سوس اسنانه ثم قال : والله لقد حملنا على الجهاد جهلكم بسنة رسول الله . ثم فكر ساعة وقال : يا شيعي ان الحديث القدسي هو الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في القدس . فهللنا وكبرنا واخذ نفر منا يبكون من فرط التأثر بعلمه وحكمته وذكاءه .

 وبينما نحن نيام تتجافى ايورنا عن المضاجع نحلم بحوريات الجنة اذا استشهدنا او حوريات العراق اذا انتصرنا , اذ قام الخليفة ليلا يتفقد احوال الرعية , فمر على بيت من بيوت المسلمين , فاسترق السمع فاذا امرأة غاضبة تتحدث الى زوجها قائلة : يا هذا ادخله في الثقب كما علمتك . نعم ادخله هكذا , لا لا لا قم ببله اولا ثم ادخله في الثقب , بهدوء حتى لا ينحرف . والرجل قد علته الرحضاء وهو يحاول ادخال الخيط في الابره حتى تستطيع زوجته ان تخيط له القميص . فدخل عليهم الخليفة دون استئذان فلطم الرجل لطمة سمعها اهل النجف ثم امسك بتلابيب ثيابه وقال : يا ابن العاهرة لما لا تكفي امرأتك ام تريدها ان تهوى رجل من النصارى او الروافض ؟  ثم تركه وامسك بفخذي امرأته وشدها عليه شدا قويا , فصرخت المرأة فقال : بخ بخ يا امرأة , الا اعلمكي اشياء ؟ ثم اخرج ايره واقحمه في فرج المرأة فشهقت من فرط الالم , ثم اخذ يهزها ويضاجعها نحو ساعة , وزوجها مذهول لا يقدر على شيئ وهي تصرخ وتصرخ حتى فقدت وعيها . وبعد ان نال ما نال ودخل منيه الشريف فرجها قام من عليها , ثم نادى الحرس وقال : ارجموا هذه المرأة الزانية والله لم تردني عنها ولم تستنكر , ثم نظر الى الرجل وقال : واجلدوا هذا الديوث الذي نظر الى امرأته واجنبي يضاجعها .


 وفي ساعات الفجر الاولى جهزنا جيشنا واعددنا العده فصلينا الفجر ونحن وقوف ثم دعى الخليفة فأممنا وبكينا وودع كل منا صاحبه وتوكلنا على الحي الذي لا يموت . فكانت معركة طاحنة يشيب لها رأس الغلام , فقتلنا نحو 3000 آلاف من النصارى , و 2000 من الايزيديين , و 1500 من الروافض الانجاس , وقتل منا نحو 2000 من خيرة جنودنا فدفناهم وبكينا عليهم . وفي المساء قام الخليفة بتقسيم الغنائم , وقد بارك الله في رزقنا حتى نال كل رجل منا ستة من النساء و عشرة من الغلمان , فشكرنا الله وحمدناه ودخلنا على نساءنا نسألهم الجماع , فقضينا وطرنا وخف علينا حملنا . وكان من الغلمان فتى لم ارى في جماله قط , امرد , ناعم الشعر , احمر الوجه , ابيض البشر , وقد اصابه سهم الخليفة , فناداه الخليفة وقال : يا غلام الا اعلمك اشياء ؟ ثم جره الى خيمته فسمعنا صراخ الغلام , فهللنا وكبرنا ودعونا الله ان يجزي الخليفة خيرا على ما اجتهد في تعليم هذا الغلام النصراني .


وفي صباح اليوم التالي قمنا من نومنا غاية في النشاط والحيوية , فقررنا ان نلعب الكره , فقسمنا انفسنا فريقين , واستقدمنا بعض الكور صنعناها من رؤوس الروافض الانجاس , فكان الخليفة يهوى ان يلعب كحارس مرمى , وكان من فرط تواضعه لا يقف بوجهه بل بمؤخرته , فكان يوجهها الينا حتى لا يخاف احدنا اذا رأى وجه , فكنا نصوب نحو مؤخرته خوفا من ان نحرز فيه هدف , فكانت كلما تلمسه الكره نراه يتأوه حبا في المنافسة والشراكة . وكان اذا احدنا احرز هدفا يسارع الى الخليفة فيمسكه من ظهره ويلصق قبله بمؤخرة الخليفة ويهزه هزا حتى يضحك الخليفة ويقهقه .

 كتبه الفقير الى الله / ابا صعصاع المصري

الأحد، 3 أغسطس 2014

حيران محتار


لا اخفيك سرا انا لا اكتب من اجل شهرة ولا اكتب من اجل قضية ولا بهدف التسلية او لفراغ , وانما السبب الحقيقي هو ان اشارك افكاري مع الآخرين وليس كل الآخرين بل من هم على شاكلتي من الباحثين المحايدين اصحاب التفكير الدؤوب والعقل الشكاك الذي لا يركن الى جنب فيؤمن ويسلم دون اقتناع , او يتعصب لفكرة ويدافع عنها باستمرار , او يحمل على كتفيه هم التنوير والتزوير , او يصيبه العجب بنفسه وبما وصل اليه فيأخذ يتفاخر ويتبجح بما عنده من معلومات , لذلك عندما ارى شخص ممن تنطبق عليه هذه الصفات اشعر بسعادة رغما عني وابتسم لاني وجدت من يستطيع ان يشاركني بعض او كل الافكار , وللاسف هذا لا يحدث الا نادرا .

فحتى العقول تحولت الى انماط , حدث بعد ان قام البعض بتصنيف الافكار والتوجهات وصبها في قوالب جامدة لا تستطيع ان تستوعب كم التناقضات والشذوذ التي تصيب المرء ولو في اتجاه واحد . تخيل ان الملحد يفكر كملحد والمؤمن يفكر كمؤمن والعدمي يفكر كعدمي تماما كسياسة القطيع , كل يمشي خلف سابقه ويجر وراءه لاحقه الى المجهول , فلا يتوقف احد منهم ويسأل نفسه لماذا لا اسلك طريقي بنفسي ؟ ولماذا لا اكف عن ملاحقة الآخرين ؟


الحياة بالنسبة لي مصفوفة تحوي اخطاء وتسربات بالجملة حتى قياسا على الاحلام والتخيلات في اشد اوقات الهذيان , فبضغطة زر واحدة على جهاز التحكم الخاص بك وسترى بعينيك على الشاشة كم التناقض والاخطاء التي يظهرها هذا العالم بوضوح وفجاجة , امم تباد بتبريرات مضحكة , ورئيس كارتوني يحكم شعب بأكلمه وهو في حقيقة الامر لا يصلح حتى للعمل في مقهى , وعاهرة تناطح آلهة اليونان الجمال في حين ان مثيلتها تسكن القصور وتدعي الثقافة والعلم , واب يقتل اطفاله بدم باردة من اجل بضعة جنيهات , واعلانات في كل مكان تصيب المرء بالغثيان , كل هذا غير منطقي , كل هذامتناقض مع بعضه , كل هذا يحوي اخطاء بالجملة .

ان الكون كما تراه عيني وبما يحويه من موجودات هو عبارة عن شكل هلامي لا قيمة له ولا ثبات , مجرد اشكال هندسية تبدو متماسكة وعمليات حسابية معقدة تصنع هذا الجمال المزعوم , ولو عدت الى مصدره لوجدته نقطة توسعت في زمن ما , اما الانسان هذا الكيان الهش الذي تتقاذفه الافكار يمنة ويسارا , فديًن تستعبده كلمات واوهام , او لا مبالي تتلاعب به الظروف والاحلام , هذا الانسان الذي لم يعرف حقيقة وجوده ( ولا اظنه سيعرف ) ليس لانه لا وجود لحقيقته بل لانه لا وجود للحقيقة نفسها , فالانسان ليس هنا بامر من اله , ولا بخلطة من طين و صلصال , ولا تكون بالصدفة من تطور خلية ما , ولا تم صنعه على يد رجال الفضاء

اما عن التمرد فلم اعرف له طريقا سوى الكلمات , بمشاركة الافكار , بالاختباء ورا معرف افتراضي لا يظهر مني سوى اشباح , اما التمرد على المجتمع فلم افعله الى الآن ولا اظنني سأفعله , اما لان الامر لا يستحق المحاولة والتجربة , واما انه يستحق لكني غير مستعد له الآن , او ان الامر لا يعد كونه حجج اصنعها لنفسي على اي حال وربما عزائي الوحيد لنفسي انني لا استطيع ان اكف عن الكلام , لا استطيع ان امنع عقلي من الشك والتمحيص في كل ما اقرأه واراه , وليس عندي اي متنفس آخر استطيع ان ابوح به بما يعتمر في نفسي ويكفيني كما قلت ان اجد من يشاركني هذا الشعور بالهذيان .

الأربعاء، 30 أبريل 2014

نداء اخير



منذ عام 2008 وحتى 6 اشهر قبل الآن سعيت الى ايجاد تواصل حقيقي بيني وبين المتابعين والقراء والمعلقين والمعجبين بأفكاري سواء أكان ذلك عبر البريد الالكتروني او عبر حسابي على الفيسبوك او حتى عن طريق الهاتف وفي مرات نادرة عبر لقاء شخصي . لا انكر ان هناك فئة كبيرة من هؤلاء كانوا غاية في الرقي والفهم , وشخصيا استفدت منهم الكثير وربما هم ايضا استفادوا مني , وهناك فئة اخرى للأسف لم استطع ان ابقى على اتصال بهم لاسباب كثيرة , منها على سبيل المثال , انهم لا يستطيعون الفصل بين افكاري وكتاباتي وبين شخصي وشخصيتي ووجودي الفيزيائي , وايضا لانهم يحاولون بشتى الطرق ان يترجموا افكاري وتوجهاتي الى رؤى شخصية لديهم ارادوا تطبيقها عمليا في الحياة الواقعية , الامر الذي دفعني للوقوف امام هذه السخافات بمنتهى الحزم , ايمانا مني بأن افكار الشخص لا تلزم بالضرورة ان ترتبط بالشخص او يكون تطبيقها لزاما على صاحب الفكرة . اما اكثر ما اغضبني من هذه الفئة هو الاستغلال بمختلف انواعه , فمنهم مثلا من اراد ان يفخر امام اصدقائه بأنه قابلني او كان بيننا كلام ( وهنا لا اعرف لماذا كل هذا الفخر اصلا , ليس تواضعا مني بل استغرابا ) , ومنهم من اراد ان يثبت باصرار ان الافكار لابد ان تتسق جسديا مع صاحبها ( يعني انه لو كانت افكاري ذكية فلابد ان يكون مظهري الجسدي ذكيا ايضا ) . ومنهم من اخذه الزهو والغرور الى درجة دفعته الى الاستهزا بي والسخرية مني لا لشيئ الا ليثبت لي او لغيري انه اعلى مني شأنا ( وهذا امر ارفضه الا لو كان المستهزئ او الساخر قد سمع مني ما فحواه انني اعلى منه او من غيره شأنا ) .

في الحقيقة اغلب محاولات التواصل كانت فاشلة , وحلمي بخلق اتصال واقعي وحقيقي على الارض و الذي دام قرابة الستة اعوام ايضا باء بالفشل . فأقدم صديق لي _ والذي لا اظن ان احد في حياتي وصل الى ما وصل اليه من قرب لدي _ قد تركني وتجاهلني لا لشيئ الا لانه - على حد قوله - قد اختلفت معه في التوجهات . وهو سبب او عذر غبي وساذج لانه لم يسبق لنا في يوم من الايام ان اتفقنا على شيئ . وهناك ايضا هذه الفتاة التي مازلت اكن لها كل الاحترام والتي لم استطع ان احافظ على علاقتي بها لفترة طويلة لانني على حد قولها ايضا لا اشاركها الكثير من الوقت . وهناك ايضا هذه الفتاة التي صادقتها ما يقرب الستة سنوات دون ان اقابلها ولو مرة لايماني التام بأنها ستسلك مسلك الذين لا يفصلون بين الافكار والشخوص وانها لن تتوانى عن الربط بين افكاري وشخصي وفي النهاية ستكون العلاقة الى زوال . وهناك ايضا هذا الفتى الطموح الذي تقدم لي بمشروعه الشخصي وحاول ان يقحمني فيه بغية ان هذا سيوفر قاعدة اكثر اتساعا من التواصل الحقيقي مع الذين يشاركوننا افكارنا , وبالفعل مضيت في هذا الطريق لبعض الوقت قبل ان ادرك ان هذا كله مجرد زيف وسراب وان هذا ليس الا مجرد حلم هذا الفتى اراد ان اساعده فيه .

 بقدر ما يمكن ان يفهم هذا الكلام على انه تحامل على هذه الشخصيات وانه ربما كان اتهاما دون دليل , بقدر ما انا ابذل جهدا خارقا للعادة في رغبتي وحلمي بل واحتياجي لهذا التواصل الواقعي بيني وبين الآخرين , خصوصا ان التوحد الذي نعيش فيه يأكل وينهش فينا دون ان ندري لدرجة ربما سيستحيل بعدها اي نوع من العلاج الا الادمان او الانتحار . اذا فلماذا هذا التعقيد , ولماذا هذه النمطية ؟ ولماذا هذا التوقع الضخم لمثل هذه الاشياء ؟ الا يمكننا ببساطة ان نناقش افكارنا على ارض الواقع ؟ الا يمكننا ان نتقابل سويا لتبادل الخبرات ؟ الا يمككنا ان نزور بعضنا البعض ونتواصل معا دون ادنى ضغوط ؟

 هذا ندائي الاخير الى من يبحث عن شريك حقيقي في هذه الحياة الفارغة , الى من يبحث عن الصدق والحقيقة بعيدا عن النفاق والكذب , الى هؤلاء الذين ارهقهم اقنعتهم المزيفة ويريدون خلعها لتتواصل حقيقتهم مع الآخرين . الى المتوحدين والمنعزلين والمنغلقين والخائفين , دعونا نمضي معا , رجال ونساء , مصريين وغير مصريين , كبار وصغار , فقراء واغنياء , مؤدلجين ولا منتميين ,  لنخطف بعض اللحظات الجميلة في هذا الحلم القصير , وليكن في الحسبان ان هذا التواصل يمكن ان يكون - دون ادنى مبالغة - خطوة على طريق الحرية لنا جميعا .
 

الأربعاء، 23 أبريل 2014

محرك الدمى







وقفت أتأمل هذا المجرى الضيق من النيل ومياهه التي تتدفق ببطئ شديد كما لو انها مخلوطة بمادة لزجة , لتدور في ذهني افكار مبعثرة ومضحكة جدا , فعلى سبيل المثال انا لا اجد اي متعة في تأمل مياه النهر او البحر , واجده طقس غاية في السخافة , كما ان هذا المنزل المواجه له - وهو المنزل المنشود - تحيطه غابة كثيفة من الاشجار الخضراء الرخيصة , وهو منزل قوطي بشع يشبه هذه المنازل التي تراها في افلام الويسترن القديمة , منزل خشبي عتيق تفوح منه رائحة الزمن , رغم ان الخشب كما يبدو من صنف ممتاز وربما يكون مستورد ايضا . ادهشني وانا اعبر البوابة الخشبية المهترئة انه لا يوجد حارس ولا بواب ولا كلب حراسة ولا اي شيئ يدل على ان صاحب المنزل يهتم بالحماية . رفعت بصري عاليا بعص الشيئ فرأيت دخان ينبعث من اعلى المنزل قادم من مدخنة سوداء كقلب المؤمن , وتعجبت من فكرة بناء مدفأة في منزل خشبي . 

 طرقت على الباب طرقة واحدة كعادتي لاني لا افهم فائدة ان يقرع المرء ابواب الآخرين اكثر من مرة , خصوصا عندما يكون لديهم خبر مسبق بالوصول كما هو حالي وقتها . انشق الباب عن رجل متوسط الطول , ابيض البشرة , ذو شعر اسود مجعد , وبطن مترهلة , وعينان قد اثقلهما كثرة الخمور , وفي يده زجاجه من الجعة المستوردة . تأملني هو الآخر بعض الوقت ثم دعاني للدخول . كان المنزل بالداخل نظيف ومرتب عكس ما بدى في الخارج , ويبدو من اول نظره انه أ‘عد فقط للزيارات وليس للسكن الدائم , ربما رأيت غرفتين لا اكثر يتوسطهما حمام صغير ولا شيئ اكثر من ذلك . ومن توجه الكرسي الهزاز تبين ان صاحب المنزل كان يجلس امام المدفأة حين طرقت الباب , وربما هو المكان الوحيد الذي يجلس نحوه على اي حال . لا اثر لتليفزيون او حاسوب او تابليت او اي من ادوات التواصل , فقط هاتف من طراز قديم بقرص دوار . 


 دعاني بلطف الى الجلوس على كرسي من البوص ثم سألني اذا كنت اود تناول شيئ من الجعة , وقبل ان اجيبه قال : اه انت لا تشرب البيرة , وربما لم تشربها في حياتك سوى بضع مرات  لم اكترث لكلامه ولم اجبه على سؤاله . ذهب الى الثلاجة واخرج منها زجاجة من المياه الغازيه لا تشبه اي مياه غازية رأيتها في حياتي فناولها لي , ربما هي مستوردة ايضا . جلس على كرسيه الهزاز ثم وجهه ناحيتي واخذ يذهب به الى الامام والى الخلف في حركة تشبه هذا المصارع براي وايت . ثم بادرني بلهجة تحمل الكثير من السخرية : هل تعلم لماذا طلبت مقابلتك ؟ فأجبته بلا . فأكمل بنفس اللهجة الساخرة : نعم , رغم انك غير موهوب بالمرة في اي من المجالات , لا , ولا حتى في الكتابة , ليس هناك شيئ قد استفيده منك . فرددت عليه ببرود : اذا لا حاجه لي في البقاء هنا . ثم هممت بالنهوض فاستوقفني وقال : هذا لا يمنع ان نتجاذب اطراف الحديث , صدقني هناك الكثيرون ممن يرغبون في ان يكونوا مكانك الآن . فاستفزني غروره فقلت له : على اي حال لن يضيرني ان اكون محظوظا لبضع دقائق . فضحك بشدة ثم اعتلت وجهه علامات الحزن الشديد , ثم قال بلهجة ودودة : اعتدت ان اقرأ لك في الماضي , للأسف لم يعد لديك هذا البريق السابق . ثم دفع الكرسي الى الامام حتى يصدم زجاجته في زجاجتي كدليل على النخب . 


 سألته بعد ان شربت نصف الزجاجه ذات الطعم الغريب واللذيذ : هل لي ان اسأل ماذا تفعل هنا بعيدا عن الحضر ؟ هل تختبئ من جهات امنية ؟ هل انت هارب ؟ اعذرني على تطفلي . فأجاب سريعا كما لو انه اعد اجابته هذه سلفا وتحسبا لطرحي مثل هذا السؤال : انا لا اختبئ من شيئ , بل آتي هنا فقط لتصفية ذهني ولترتيب بعض الامور الهامة . هنا ابعد نفسي عن ضوضاء المدن , وغوغائية اهلها , والزحام الشديد , والجو الخانق , هنا اعيش في البراح . ثم ضحك ضحكة لا لزوم لها . فقلت له على سبيل المضايقة : هل تظن انك غامض الى هذا الحد ؟ هل تظنني لا اعرف من انت ؟ فقال لي وقد ارتسمت عليه ملامح السخرية مرة اخرى : من انا يا عزيزي ؟ فقلت له : انت محرك الدمى اليس كذلك ؟ انت من بيديه الخيوط يلاعبها يمنة ويسارا , انت من يسيطر على هؤلاء البلهاء الانترنتيون . فضحك بشدة ثم أفرغ زجاجة البيرة دفعة واحدة في جوفه ثم قال : هو انا , يالك من عبقري , ها ها ها , ان حمارا من الحقل المجاور لمنزلي قد يتوقع ذلك , لا اصدق انك تسمي هذا ذكاءا وحنكة . لم اتوقع ان تكون ردة فعلي على هذا الكلام الجارح هي ابتسامة حقيقية لا تتناسب مع الموقف . 


 صمتنا بعض الوقت يتفرس كل منا الآخر ثم قطعت الصمت قائلا : لولا هجومك واستخدامك لهذه الالفاظ لتصورت انك مازلت في اللعبة , اذا انت حانق مثلي , اذا انت ايضا لم يعد لك وجود . الآن فهمت . اللعنة على السياسة . ثم مددت يدي اليه لاصافحه , فلم يمد يده , فخرجت منصرفا , فصاح من على كرسيه صارخا : سنعود قريبا , لا تيأس يا صديقي , السياسة الى زوال , وسنرجع نحطم رؤوس بعضنا كالايام الخوالي

السبت، 12 أبريل 2014

لعنوا الحجاج واستغفروا له






ذهب رجلان من المعتزلة الى رجل يرى رأي الخوارج , كثير الصلاة والصيام . فكلموه فأصغى الى كلامهم , فلما سكتوا لبس نعله ووقف على باب المسجد ورفع صوته بالقراءة فاجتمع عليه الناس , فقرأ ساعة حتى بكى الناس ثم وعظهم ثم ذكر الحجاج فقال : احرق المصاحف وهدم الكعبة , فالعنوه . فلعنه الناس ورفعوا اصواتهم .

 ثم قال : انا كلنا مذنبون , لقد كان الحجاج غيورا على المسلمين , تاركا للغدر , عفيفا عن المال , فما علينا ان نترحم عليه , فان الله رحيم . ثم رفع يده ودعا للحجاج , فرفع القوم ايديهم واجهشوا بالبكاء والاستغفار له .

 فلما انتهى الخارجي , قال للمعتزلين : لعنوه واستغفروا له في ساعة واحدة , اتنهانا عن دماء امثال هؤلاء ؟


 القصة في مجملها تعكس هذه الحالة الملحوظة من التناقض والتخبط والعشوائية والاذدواجية التي يعيش فيها الشعب المصري الآن , لقد خرج على مبارك آلاف المصريين ليطالبوا برحيله , فهتفوا ضده بكل ما سمحت لهم عبارات الهتاف , وسبوه بأقذع الشتائم , وما تركوا ذنبا فعله او لم يفعله الا وفضحوه به , فخرجت حينها النوادر والنكات والقصص العجيبة عن مدى فساد وخراب هذا الرجل , حتى انهم طالبوا باعدامه والتمثيل به في ميدان عام .

 ثم رحل مبارك وترك الارث للعسكر , ورغم انهم كانوا هم صفوة مجلسه وسندة عرشه الا ان الشعب المصري لم يترك لهم من صفات المدح والتملق الا ومدحوهم به , فأغدق عليهم من النعوت الشريفة ما تسطر به كتب وروايات . حتى انهم اسندوا لهم شرف الدعوة الى الثورة , وادعوا وقتها ان طنطاوي وعنان هم من اطلقوا الصيحة الاولى لنداء الثورة . فما ان اجلسوهم على اكتافهم ولفوهم على رقابهم حتى انقلبوا عليهم دون اي سبب مفهوم , اللهم الا اتهامات قد تصدق او تكذب ولم يكن لها اي دليل واحد حينذاك . وما كان بالامس موسى اصبح فرعون بين ليلة وضحاها .

 وفي انتخابات غاية في البلاهة قرر الشعب ان تغيير النظام لابد من حدوثه حتى لو كان على حساب اهداء ثورتهم الى جماعة شهد لها التاريخ بأنها جماعة سرية مغلقة لا تضم في كنفها الا من دخل معها في نسب , وظنوا حينها ان هذه السرية والكتمانية ما هي الا خوف ورهبة من النظام الباطش . فراح الشعب المصري يتعذر هنا وهناك ويبحث هنا وهناك ويلوي بعض الرقاب هنا وهناك حتى استطاعوا ان يخلقوا للجماعة اي مبرر ليسلموها على اثره مقاليد الحكم .

 وبعد عدة صراعات كانت الدولة فيها طرف رئيسي باجهزتها ومؤسساتها ورجالها ضد الجماعة بأموالها ونفوذها ورجالها , سارعت الدولة بألفاق كل صغيرة وكبيرة في ذنب الجماعة , وسارعت الجماعة في اعلان حربها على الدولة بطريقة علنية غاية في الغباء . ثم تطور الامر ليصبح حربا اعلامية بامتياز , فأمرت الدولة كل رجالها من الاعلاميين والصحفيين ممن وقفوا ضد الثورة في بادئ الامر ثم تداهنوا معها بالتقية , فشنوا حربا اعلامية على الجماعة , فاستقبل الناس هذه الاتهامات بجدية شديدة حتى  انهم ندموا بشدة على اتهامهم لهؤلاء الاعلاميين الشرفاء بالتبعية والولاء للنظام الساقط . ومن جهتها قامت الجماعة باستخدام رجالها في محاصرة مؤسسات الدولة بطريقة فجة تدل على الكثير من العبط والسذاجة . فتغيرت النفوس وتبدل المزاج عند الشعب المصري فخاض هو الآخر هذا الصراع , فلعنوا الجماعة ورجالها , ولعنوا من اتى بها ومكنها من الحكم , ولعنوا حتى من ايدها وصوت لها في الانتخابات الهزلية .

 ثم رحلت الجماعة وتصدر المشهد للمرة الثانية على التوالي المجلس العسكري , ورغم انه لم يتبدل منه على وجه اليقين سوى شخصين او ثلاثة الا ان الشارع المصري لم يكن ليسكت عن ترديد نفس عبارات المدح والتملق والنفاق التي نعتوا بها المجلس الاول , وتهادت الى اسماع الجميع نغمات واغاني واشعار في هذا المجلس الحكيم مما تجلى به هؤلاء الذين لم يعترفوا بالثورة الاولى , ولأن هذا الامر كان يؤرق مضاجع بعضهم , فقد خرجوا بفكرة غاية في العبقرية والدهاء , فقرروا تسمية ما تقيأوه من غباء بأنه ثورة مجيدة , ثورة حقيقية مشهود لها بالنجاح , ثورة قامت على اكتاف الدولة برجالها الاوفياء بمشاركة ثنائية مع المجلس العسكري الجديد القديم .

 وفي النهاية خطى الشارع المصري خطوته الاولى الى الخلف سعيا وراء اعادة المشهد المصري الى ما قبل 2011 حتى يتسنى لهم ولنا جميعا العيش برخاء وامان وكرامة تحت لواء الزعيم المفدى الجديد , عضو المجلس العسكري القديم الجديد .  فلا حرمنا الله لعن الشعب المصري ولا استغفاره


الاثنين، 10 مارس 2014

ثورة طيزي




فيما كانت صالوناته واحتفالاته وكرنفالاته الدينية والوطنية والاجتماعية شاهدة على نقاء سريرته واخلاصه في حب طيزي الا ان بعضا من القضبان الاخرى لم تر مثل هذا الرأي . فبدأ الوضع بحصار طيزي والمطالبة بخروج هذا القضيب الخائن ونفيه تماما بلا عودة .

 وفى احدى المؤتمرات الشعبية اخذ القضيب الجديد نفسا عميقا ثم قال بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان طيزي لابد ان تكون اكثر شيوعا , وان يشترك في الدخول اليها كل القضبان الوطنية , قويها وضعيفها , كبيرها وصغيرها , نشيطها وعنينها . وللاسف عند تطبيق هذه المبادئ لم تتسع طيزي الا لأصدقاء هذا القضيب دون غيره من القضبان الوطنية حتى ان الامر زاد بلة حين احتل احد القضبان الغريبة احدى اجزاء طيزي .

 وعقب هزيمة المحتل القضيبي على يد قضيب جديد من اصدقاء القضيب الاول , وفى احدى المؤتمرات الشعبية , قال الاخير بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان طيزي لابد ان تكون اكثر انفتاحا , وان تتسع ليصل مداها ومنالها الى كل قضيب في العالم , وللأسف عند تطبيق هذه المبادئ اتسعت رقعة طيزي حتى بدأت القضبان تخرج وتدخل فيها كما لو انها خلية نحل .

 وفي مراسم اكثر هزلية من المسلسلات العربية واثناء تقليد قضيب جديد مفاتيح طيزي , اذا به قد انتصب واقفا قائلا بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء ان انفتاح طيزي ليس كافيا بأي حال من الاحوال ولابد ان تسخر جهود جميع القضبان لتوسعة طيزي حتى تشمل المزيد والمزيد من القضبان الاخرى , حتى انه افتتح بنفسه افرع لطيزي في كل الطيزات الاخرى دون تدقيق .

 فلما ان اراد بعض القضبان الشابة النشطة ان تنظف طيزي المسكينة من كل ما حوته طوال هذه الاعوام من قذارة القضبان المتلاحقة والمتداخلة والوافدة من كل اطياز العالم , وقف امامها القضبان العجوزة العاجزة ليثنوها عن هذا الحراك الجديد , فهزموهم شر هزيمة ونكلوا بهم اي تنكيل ثم امروهم ان يتركوا طيزي وشأنها والا سيكون مصيرهم الى زوال .

 وفي انفرادة غريبة وفي دهشة عميقة قام قضيبي من مكمنه اخيرا ليقول بكل ما سمحت له عبارات القوة والكبرياء انه اولى بطيزي عن غيرها من القضبان , وان لا عيب ابدا في ان يدخل قضيبي داخل طيزي حتى لو رأت القضبان القريبة والغريبة ان الامر اشبه بزنا المحارم , لكن كما قال الشاعر القديم : الاقربون اولى بالمعروف