الثلاثاء، 20 يناير 2009

يا لذيذ يا رايق



صباح يوم من ايام القاهره المزدحمة دائما لسبب ما , توجهنا انا واخي السلفي الاثري الملتحي الى معهد الاورام بالمنيل , عافاكم الطب , لزياره احد الاقارب المصاب بسرطان . اذا غضضنا ابصارنا عن المتسولين بالخارج والمبنى العتيق والموظفين الاكفاء حقا ( من كفيف ) يمكننا ان نرى تجمع عجيب لآلام البشر . أم تحملها ابنها وقد تساقط شعر رأسه وحاجبيه وما خفي كان أعظم , ولا يتعدى سن الطفل عن ست سنوات , من يمكنك ان تفكر فيه في هذا الوقت ؟ تاكسي ؟ اجابه خاطئة . الاجابه الصحيحه هي الله .


ما احلمك يالله على هؤلاء الاطفال الابرياء , ما اعطفك على امهاتهم التي ارتسم في وجهها خطين من الدموع , مااعظم عبقريتك وحكمتك التي تستحق التصفيق لها , ما هذه العظمه يا الله ؟

اي عبقريه هذه التي تجعل من الالم والمرض حكمة يصفق لها الاجيال ؟ اي بلاغه هذه التي حولت كلمة الابتلاء الى عطاء ؟؟؟

صعدنا الى الدور الثالث حيث قسم الاطفال لنشاهد آيه اخرى من عبقريه الخالق وحكمته حيث مزيدا من الاطفال , ولكن ما لفت انتباهي هذه المرة هي هذه الفتاه السافره ( لا ترتدي حجاب ) تقف امام غرفة الطبيب منتظره شخصا ما بالداخل .

جذبت الفتاة شخصا ما يقحم رأسه في غرفه الطبيب ليشاهد شئ ما , وقالت له : ماذا تفعل يا هذا ؟ هناك فتاة تخضع للفحص بالداخل فتنحى جانبا .

امتقع لون الشاب وتملص من يد الفتاة ثم أخذ يوبخها بما أفاض الله عليه من الشتائم , ولكن الفتاة لم تكن بالعظمة الطرية فأخذت تكيل له الشتائم ايضا , وهنا تدخل ضابط الامن الموكل بقسم الاطفال لحل المشكلة , فأخبر الفتاة ان هذا الشاب ما هو الا مريض بالمستشفى ولكنه يعمل كبواب على غرفه الطبيب , وما كان لها ان تسبه وتشتمه فالمريض فوق الرؤس .

ردت الفتاة قائله بالحرف الواحد : لا ليس على رأسي أحد , حتى ابن ربنا ليس على رأسي .

وهنا وفي هذه اللحظه حدثت بعض ردود الافعال سأسردها الآن :

الشاب : تدلت شفتيه الى اسفل وبرزت عينيه الى الامام .

ضابط الامن : انفغر فاه واخذ يتمتم ببعض الكلمات منها : سنم ايلل لببي بخ .

اخي السلفي الاثري الملتحي : استعاذ بالله وهم ان يبطش بالذي هي عدو له .

مش فاهم : ارتسمت ابتسامة رضا عجيبة على وجهي وودت لو اقبل الفتاة على هذه الشجاعة النادرة .

ولكن لم تمهلنا الفتاه لاجراء اي رد فعل اخر فصرخت مره ثانيه : حتى ربنا ذات نفسه ليس على راسي . الى هنا ساترك لكم الخيال .






تسألني عن ردة فعل اخي الملتحي السلفي الاثري ؟؟ صفعة اخوية على وجه فتاة ليس بالشئ الكبير اذا كان المجني عليه هو الله .

تسألني عن ردة فعل الفتاه السافره الصارخه ؟ صفعة اخوية على وجه ملتحي لا تصدر صوتا نظرا لكثافه اللحية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق