الجمعة، 7 أغسطس 2009

افراح السلفيين





لم يكن يجمعني به اي صداقه او زمالة , ولكن لا تنتظر ان يكون بينك و بين اي شخص منهم صداقه حتى يكلمك , هكذا اقترب مني بعد محاضرة الشيخ ( نافف منديل ) و عانقني عناقا شديدا كما لو اني قد اتيت لتوي من الحج , و اخذ يسألني عن حالي مئات المرات و انا في اسوء حالاتي و اود لو لكمته في انفه للاسباب التاليه :

1_ اتيت من بيتي الى المسجد قبل صلاة الفجر مشيا على الاقدام لمسافه 4 كيلومترات

2_ صلاة الفجر مدتها نصف ساعه و هي مدة تجعلك تفكر جديا في الالحاد

3_ المحاضرة ثلاث ساعات نتدارس فيها اصعب و اسخف كتاب ( فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد ) .

4_ المسجد عبارة عن حجرة ضيقة جدا و يحوي ما لا يقل عن مائتين سلفي ( اقسم ان الرقم ليس مزاح ) .

5_ لا يوجد بالمسجد مروحه و لا تكييف و لا تهوية من اي نوع .

5_ من ضيق المكان يجب ان تجد من يلتصق بك كأنه يهم بتقبيلك و ستكون سعيد الحظ لو كان صائما .

6_ اذا اردت التذمر فهذا ليس المكان الصحيح لان الاخوه الافاضل من ذوات الدم البارد , فاذا دس احدهم ركبته في جنبك او جلس على حجرك او سند بيده على كتفك فاعتبر هذا حق من حقوقه .

7_ دورة المياه ملاصقة جدا للمسجد لا يفصلها عنه باب مما يعطيك اذنا موسيقية تميز بين ضراط زيد و عبيد من فرط التعود .


8_ الهواء ( اذا افترضنا ان هناك هواء اصلا ) عبارة عن رائحة عرق الاخوه , ممزوجة برائحة انفاس الصائمون منهم , مطعمه برائحة دورة المياه , لهذا تجد بعد اسبوعين من حضورك معنا انه قد نبت لك انف كلبية حساسة جدا تستطيع ان تفرق بين الروائح المختلفة بل _ شوف حكمة ربنا يا مسلم شوف حكمة ربنا _ تستطيع ان تميز رائحه (عرق او بول او ضراط او نفس ) اي شخص جديد يأتي الى المسجد ... وهذا بالمناسبه رد على سؤال سأله لي احد الزملاء منذ شهر تقريبا عن طريقة كشف المخبرين و رجال امن الدولة و الجواسيس في محاضراتنا .


بعد هذا الاستطراد الممل نعود الى صديقنا ( صديقي بحكم وجودنا في نفس المسجد ) وهو مازال يعانقي قائلا :

بالله عليك يا شيخ ما تحرجني , فحفل زواجي باذن الله بعد غد و سأتشرف بحضورك و ايضا ستكون فرصة ممتعه لمقابله الشيخ محمد حسين يعقوب فهو مدعو ايضا الى الحفل .

الحقيقة امام كل هذه المؤثرات الضراطية و النفَسية و العَرَقية لم اجد مناصا من قبول الدعوة و خاصة انها فرصة جيدة للتواجد مع الشيخ محمد في مكان واحد ( اقسم ان هذا حلم من احلام السلفيين فعلا ان يقابلون احد شيوخهم و لم ابالغ في ذلك ) .

( ملحوظه لمن لا يعرف فالاحتفال بالزواج يكون بالمسجد و ليس في قاعه افراح و حتى عقد القران او كتب الكتاب لا يحدث بالمسجد كما يفعل العوام بل حفل المسجد هو اشهار للزواج فقط على الطريقه السلفيه ثم يمكن للمأذون بعد ذلك ان يذهب الى بيت العروس لكتب الكتاب )

و في يوم الزفاف ذهبت الى المسجد لحضور الحفل , فصلينا المغرب ثم جلسنا ننتظر قدوم الشيخ , فجاء بعد نصف ساعه ليقفز كل من بالمسجد ( حتى العريس نفسه ) يتسابقون على تقبيل يد الشيخ و مصافحته , وكان لي نصيب في السباق لا بأس به فسلمت على الشيخ و قبلت يده , بعدها خطب خطبة الزواج و حدثنا فيها عن النكاح واحكامه و اهميته و آدابه و انواعه و الاخطاء التي يقع فيها المبتدعين ففاض و استفاض في الشرح حتى آذان العشاء .. فصلينا العشاء خلفه ثم أخذ يدعو للعروسين بالتقوى و الصلاح و التوفيق و اخرج من حقيبته هدية قيمة للعريس و هي عبارة عن كتاب العلامه الالباني ( آداب الزفاف ) , ففرح بها العريس حتى هم بتقبيل قدم الشيخ لولا نهي النبي عن ذلك .

ثم دخل اقارب العريس حاملين صواني و اواني الطعام ( بها ارز و لحم و دجاج ) فهجم عليها الاخوة وهم يبسملون بصوت عالي حتى لا يأكل الشيطان معهم .. لكن الحق اقول لم يأكل الشيخ كثيرا ربما لكبر سنه او لحياءه .. لا اعرف .. انا الآخر لم آكل كثيرا ليس حياءا ولكنها طبيعتي .

تسللت اثناء المعركه لاجلس بجانب الشيخ الذي هش لي و بش كما لو انه يعرفني منذ صغري .. فسلمت عليه و اخذت امدحه و اتأمل في بياض وجه وهو يدعو الله لي بالثبات و الجنة و اشياء من هذا القبيل .

انصرف الشيخ و هممت انا ايضا بالانصراف لولا ان منعني العريس و هو يقسم علي بأغلظ الايمان ان اذهب معه انا و صفوة من اصدقائه الى بيت العروس , الحقيقية بعد هذه المؤثرات الملوخية اللحمية التجشأية لم اجد مناصا من الذهب معه الى بيت العروس .. و ارجو ان لا يعتقد بعضكم انني سأجد انوار و مقاعد و فرقة انشادية فيهات هيهات .

كانت هناك امرأة تغني مع مجموعه من النسوة في حجرة العروس هذه الاغنيه اذكر مطلعها فقط :

اسلامي عالي عالي عالي ... و رسولي غالي غالي غالي

فتشجعت احداهن و خرجت عن اطار الادب و الوقار و غنت : ( ربما كانت مصابة بسرطان الحنجرة لا ادري )

والله يا واد و اخترت الحلوه ... والله يا واد خدت الامورة

ابوك ليه واقف بيعيط .... وامك ليه كاتمه الزغروته

افرحوله يا اهل الخير تعالوا ... وخدوله كم الف صورة

والله يا واد و اخترت الحلوة .... والله يا واد خدت الامورة

مما ادى الى تدخل احد الاخوة المتحمسين يكنى ب أبي عبد الله الزقازيقي ليقول :

لا يجوز التصريح بجمال العروسه في قولها خدت الاموره ..و لا يجوز ان تزرغد ام العريس لان هذا حرام شرعا لقوله عليه افضل الصلاه و السلام في حديث انس : صوتان ملعونان في الدنيا والآخره مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة .. و ايضا لا يجوز ان نأخذ للعريس صورة لان الصور حرام شرعا ان كانت ثابته , فان كانت متحركه اي فيديو ففيها نظر .

فهب احد اسود السلفية يكنى بأبي مصعب الاثري ليقول :

ان حديث صوتان ملعونان ضعيف وهو من احد سقطات الالباني وقد بين علة الحديث الشيخ مصطفى العدوي في كتابه ( نظرات في السلسلة الصحيحه ) .

فوافقة احد الاخوه لا اتذكر اسمه قائلا :

وضعفه ابن عثيمين ايضا

ليهمس احدهم ويكنى ابا زيد العجمي ( هذا لانه فلبيني ) بصوت منخفض يحمل رنه ساخره :

نقول الالباني فيقولون العدوي وبن عثيمين و لا حول و لا قوة الا بالله

فأحببت ان اشارك انا ايضا بحنجرتي فقلت :

يا اخواني الامر ليس في صحه او ضعف الحديث لان الالباني نفسه اجاز الزغاريد في احدى فتواه ... فهدأ الجميع وكل منهم يعد الآخر بذكر علة الحديث في وقت لاحق

و نادى عم العروس على صديقنا ( صديقي بحكم وجودنا في نفس المسجد ) ليجلس مع عروسته بعض الوقت حتى يفرح بهم النساء .. فاستأذنا العريس و ذهب و بعدها انصرفنا

و عقبال عندكم

كتبها الفقير الى الله حجة الاسلام و امام السلفيين : ابو حنظلة مش فاهم ... حفظه الله


والله يا واد و اخترت الحلوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق