بريد الاسلام

اذاعة القرآن الكريم من القاهرة تقدم :

بريد الاسلام , برنامج يعده ويقدمه ذرة عويجة



ايها الاخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات , سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

رسالة اليوم وردت من الاخت المستمعة ش.م.م من جمجرة الجديدة بمحافظة القليوبية تقول في رسالتها :


هل اصوات التأوهات عند الجماع حرام ؟ و ماحكم النظر الى عورة زوجي ؟

ويجيب عن هذه الرسالة فضيلة الامام الاكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الشريف

                                            

الحمد لله , حمد من انتصب ايره فشلح ازاره , واقحمه فرجا وفض بكاره , , ودك برأسه سقف المغاره , واشتد رهزه حتى اثاره , وحك بظره فأشعل شراره , فتأوه شبقا وطلب الاجارة اما بعد :

اوصانا رسولنا الكريم ان نتلطف مع المرأة عند الجماع فقال عليه الصلاة والسلام : لا يقعن أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام , وهذا بالطبع داخل حدود الادب , اما ما ورد علينا من اساليب غربية شاذة كالتأوهات والصراخ وتغيير الاوضاع فهو حرام شرعا ويدخل تحت باب البدع والعياذ بالله , اما عن نظر الزوجين الى عورتهما ففيه كراه لقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : قُبض رسول الله ولم ير مني ولم ار منه , وقد اتفق طائفة من الفقهاء ومنهم الامام الشافعي على ان النظر الى العورة يطمس البصر ويورث العمى , وقد اختلفوا في يورث العمى فقيل للناظر وقيل للولد والله اعلم , وفي التعري نهي اورده عتبة بن عبيد السلمي في حديث رواه بن ماجه ان النبي صلعم قال : اذا اتى احدكم اهله فليستتر , ولا يتجردا تجرد العيرين , والعيرين اي الحمارين اكرمك الله .



الرسالة الثانية وردت من الاخت المستمعة ع.ب.ط تقول في رسالتها :

زوجي على قدر عالي من التدين , يصوم النهار ويقوم الليل كله , وهو مع ذلك سيئ الاخلاق , يضربني اذا طلبت منه ان يخفف عبادته ويولي بعض اهتمامه الى بيته واهله , و ليس هذا فقط بل يقسو على ابني كلما خالفه رأيا ولو كان تافها , وقد ترك - زوجي لا ابني - عمله المربح في احد الشركات وانتقل الى عمل لا يدر سوى راتب صغير لا يكفي سوى الطعام والشراب , فلما سألته عن ذلك , قال انه يريد توفير الوقت والمجهود لطلب العلم الشرعي بحضور الخطب والدروس في بعض المساجد , فما العمل افادكم الله ؟

ويجيب عن هذه الرسالة فضيلة الدكتور علي جمعه مفتي الجمهورية


                                                

الحمد لله , حمد من حلق شاربه وحفف , ودعك لحيته وصفف , وصام نهاره و تكلف , وقام ليله فما خفف , وصفع زوجته فتأسف , وقهر ابنه وتعسف , وهجر متاعه وتقشف اما بعد :

انصحك واياي بالصبر , فان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور , فاحمدي الله يا بنتي ان مصيبته في الدنيا وليست في الدين , واعلمي ان الحياة الدنيا الى زوال وان الآخرة خير وابقى , فزوجا يقسو عليك بعض الشئ في الدنيا ويأخذ بيدك الى الجنة خيرا من زوج حليم في الدنيا ترافقينه في نار جنهم , فرضى الزوج من رضا الله , و لا يخفي عليك قول النبي صلعم لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, فانظري رحمك الله لمكانة الزوج عند النبي , فتمهلي معه وتوددي اليه , فاذا ضربك فاستغفري له الله وضعي يدك على خدك وشاهدي اريد حلا , اما عن ضربه لابنه فلا بأس به ان كان قاصدا تأديبه وتربيته , وليس عليه حرج في ذلك , وان كنت تقصدين انه هجرك في الفراش فقد نص جمهور الفقهاء على انه لا يجوز للرجل ان يهجر امرأته فوق اربعة شهور فاذا كان يأتيكي بين هذه المدة فليس عليه اثم , وبالنسبه لمجال عمله فهو حر طالما يكفيكم طعاما وشرابا , واشكري الله على ما انتي فيه , فان اشتد عليكم الفقر فتعالي الى مؤسسة مصر الخير الذي ارأسها و سأعطيكي جاموسة تربينها وتبيعين خيرها .



الرسالة الثالثة وردت من الاخ المستمع غ.ب.ي من كفر طرهمس بمحافظة الجيزة يقول في رسالته :


شاء الله ان اولد ضرير في اسرة فقيرة تجد قوت يومها بشق الانفس , ولم احظ من العلم الا قليلا , وحفظت القرآن كاملا وبعض متون الحديث وواظبت على الصلاة حتى شهد لي الناس بالصلاح والتقوى , وقدر الله بعد ذلك ان اصاب بالسرطان , فرضيت بذلك ودعوت الله ان يشفيني فلم يفعل , ولم يمض على مرضي عامين حتى اصبت بفشل كلوي , فأوهنني المرض والزمني الفراش , وشلت حركتي حتى انني لا استطيع ان تحريك كلتا يداي , فهل هذا عقاب من الله ؟


ويجيب عن هذه الرسالة فضيلة الشيخ محمد الراوي


                                                  

الحمد لله , حمد فقيرا نام جائعا , ودعى الله ضائعا , وصلى الخمس طائعا , وحمل الهم يافعا , وصار للحزن بائعا , وللبؤس مثلا شائعا , اما بعد :


قال المولى جل وعلا : ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين , وفي آية اخرى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا .. ,فالابتلاء نعمة , خص الله بها المؤمنين من عباده حتى يغسلهم من ذنوبهم فيقابلونه يوم القيامة بقلب سليم , واياك والقنوط من رحمة الله , ان الله لا يحب القانطين , فاستغفر لذنبك وادعو الله ان يرزقك حسن الخاتمة وان يبلغك الشهادة عند الموت , و لا تنظر الى غيرك ممن منّ الله عليهم بالبصر والصحة فسيسألون عنها يوما تقلب فيه القلوب والابصار , و لا تسأل لماذا خصك الله بالابتلاء دون غيرك , فهذه حكمة الله في خلقه , ورغم اننا لا نعرف الداعي من هذه الحكمة الا انه يجب علينا ان نرضى بها ونخر عليها صما وعميانا , فاذا ابتلاك الله بالعمى والفقر وقلة الحيلة والسرطان والفشل الكلوي والشلل فاعلم انه يحبك , واعلم ان الله رحيم بك وسلم لي على البتنجان .