دوستويفسكيات في الايمان والالحاد

اقتباسات غير منشورة على الانترنت

 
ليس موجودا , ولكنه موجود , ان الصخرة ليس فيها الم , ولكن الالم هو الخوف من الصخرة , الاله هو عذاب الخوف من الموت , فالانسان الذي سينتصر على الالم والخوف سيكون نفسه هو الله , وسوف تبدأ عندئذ حياة جديدة , عندئذ سوف يظهر الانسان الجديد , سيكون كل شئ جديد , وسوف يقسمون التاريخ عندئذ الى عهدين : عهد يمتد من الغوريلا الى انعدام الاله , وعهد يمتد من انعدام الاله .

الله ضروري اذن لابد من وجوده , لكني اعلم انه غير موجود ولا يمكن ان يوجد , هل يعقل ان لا تفهم ان انسانا من الناس لا يمكن ان يستمر في الحياة حاملا فكرتين كهاتين ؟ هل يعقل ان لا تدرك ان المرء يمكن ان ينتحر لهذا السبب وحده ؟ انك لا تفهم ان من الممكن ان يوجد رجل , رجل واحد من بين ملايين الرجال قد لا يحتمل هذا التناقض فيعزف عن الحياة .

اذا كان الله موجودا كانت الارادة كلها له , وكنت انا عاجزا عن كل شئ خارج ارادته , اما اذا لم يكن موجودا فالارادة كلها ارادتي , وعلي ان انادي بارادتي الخاصة , لان الارادة كلها الآن انما هي ارادتي , هل يعقل ان لا يوجد على وجه الارض شخص يجرؤ ان ينادي بارادته الخاصة في صورتها القصوى بعد ان قتل الله وآمن بتلك الارادة الخاصة التي له ؟

الملحد الحادا كاملا واقف على الدرجة الاخيرة التي تسبق الايمان الكامل , ان يخطو هذه الخطوة الاخيرة او ان لا يخطوها فتلك مسألة اخرى , اما الذي لا يكترث ولا يبالي فانه لا يملك اي ايمان , ليس في نفسه الا شئ من الخوف احيانا , هذا ان كان امراءا حساسا .

الالحاد الكامل اجدر بالاحترام من عدم الاكتراث